كتاب البيان في علم الكوتشينة والفنجان

يعد علم معرفة المستقبل من الأمور الهامة التي تتشوق إليها القلوب، ويتعلق بها كل فرد من أبناء الحياة للوقوف على ما سيصادفه في مستقبله. واستجلاء طوالع الغيب، والوقوف على الحوادث قبل وقوعها، ومن بين هذه العلوم الغريبة علم الفلك والرمل، والكف، والقيافة والأثر وهما يعبر عنهما بعلم الفراسة، والكوتشينة، وفنجان القهوة، وغير ذلك وكشف البخت في فنجان القهوة من العلوم المعروفة التي تثبت صحتها بالدلائل القوية والبراهين القاطعة.

وهذا العلم يحتاج إلى رزانة وهدوء، وأن الصحة فيه تتوقف على الفراسة والتمييز، وإن ارتباط الأشكال بعضها ببعض من أهم الدلائل التي يستدل بها على قرائن الأحوال متى فهم الطالب غوامض الأشكال المرتسمة في تنوة الفنجان، وأدرك رموزها تكشفت له أسرارها وظهرت خوافيها المستورة، ولا يتم ذلك إلا إذا طالع هذه الدروس بإمعان وحفظها حفظاً جيداً، وأعاد علمية فتح الفنجان مراراً وتكراراً ليستفيد في عملية الفتح قراءة الأشكال والرسوم، وكلما أعاد الفتح وفحص ما يراه بتدقيق تام، وطبق العلم على العمل استفاد وأفاد، وظهرت أمامه الحقائق في صورة ناطقة وأشكال واضحة لا شك فيها.

ومن أمعن النظر في هذه الدروس أمكنة بكل سهولة أن يفهم أسرارها من غير تعب وبدون مشقة لأنها غاية في البساطة والسهولة، والهدف من الكتاب الذي بين يدينا هو تعليم الراغب مبادئ وأسرار قراءة الفنجان والكوتشينة والنرد والكشف عن أسرار الرموز والأشكال والرسوم التي تظهر مرتسمة في تنوه الفنجان أو على ورق اللعب.