الشمائل التجانية

الشمائل التجانية

حمدا لمن توج بتاج القبول أهل الخصوصية من خدام حضرته. وأدخل من

باب الوصول من انحاش لجانبه بصدق خدمته.

هم الرجال لهم مجال معرفة

برم فحباهم منتهى الأمـل

فجلسوا على كراسي العناية، وحفتهم برداء رحمته، ونشرت عليهم ألوية

الولاية، بما لهم من كمال محبته.

باعوا نفوسـهم الله فانشـرحت

صدورهم للذي يرضاه من عمل

فبسطت لهم موائد الإنعام في بساط الأنس به، فتنعموا بملذات الإكـ رام

بتقربه، لكل واحد منهم بما عينه تقربه.

ذاقوا بحضرته طعم الوصول فلم

يسلي امرؤ منهم عن طعم ما ذاقه

ذاقه

قد استلذوا بما قد ذاق في طرب

فجل في حضرة العشاق أطواقـه

رفع عنهم الحجاب بعدما سقاهم خمرة الوصول، فأصـبحوا في ذلـك

الجناب ممن يتوسل م في نيل كل سول.

ألا إن أهل االله لا شك هم هم الوسائط في نيل المراد مـن االله

وإن أكرم ولي على االله من بين الأصفياء، من خص من الحضرة المحمدية

بكمال الظهور في الخلافة الباطنية فكان خاتم الأولياء:

أحمد الخـتم التجـاني المرتقـى

في مراقي اـد في أولي العـلا

الشمائل التجانية

مركز الفضل الذي قد نال من

خاتم الرسل مقامـا قـد عـلا

فأكرم به من ولي كان ظهوره في آخر الدهر من تمام الرحمة على الأمة

من حيث لا يشعرون، وأعظم به من ولي كـان وروده وصـدوره في أولي

القدر من سر الحكمة التي تقدم ا على الأئمة في كل محل يذكرون االله فيه

ويشكرون.

نال من خير الورى فوق المـنى

وحبـاه منـه غايـ ات الظفـر

توجتـه يـ ده تـاج الرضـا

فغـدا ختمـا بعليـاه ظهـر

فرضي االله عنه من ولي تولى االله أموره كلها، فربته النظرة المحمدية بكمال

الإعتناء به حتى صير في يده من سائر الأمور شدها وحلها.

هو قطب الوجود والجود منـه

غمر الكون بـالنوال العمـيم

قد تجلى بين الـورى في مقـام

تحته كـل ذي مقـام عظـيم

قد بلغ الغاية في القطبانية، ووصل لما دون النبوة من المقامات التي لهـا

الهيمنة على المراتب العرفانية، فهو بعد الصحابة الكرام، لا يبلغ سواه أدنى

مقام، من مقاماته طول الدوام، فصلى االله وسلم على خير نبي منحه بذلك

الإصطفاء، وحباه بما لم تف بالإفصاح عنه ألسنة الفصحاء، في مدح أكـابر

الخلفاء، ورضي االله عنه وعلى سائر أهل البيت الطيبين، وصـحابة سـيد

المرسلين أجمعين.

وبعد فقد حداني حادي المحبة في هذا الجناب الأحمدي والمقام المحمدي، أن

أقيد من شمائله ما تقر به عيون أهل الولاء، وأملي من بعض مناقبه وفضائله

ما فيه هدى وشفاء.

يحيا به قلب المحـب وتنجلـي

عنـه بـه الأكـدار والأغيـار

وبه ينال من السـرور مسـرة

فيها بشـرح صـدوره أسـرار

الشمائل التجانية

والباعث على جمعها في هذه العجالة ما اختلج في الصدر من القيام ذا

الصدد، لكونه مما ينفع ذوي الصدور السليمة لا محالة، فهو دليل بحول االله

على البلوغ للسول، وبه يتوصل للحصول على ثمرة الوصول، بما اشـتمل

عليه من شمائل سيدنا رضي االله عنه وأرضاه وعنا به، وبما انطوى فيه مـن

المكارم التي ستذكر بحول االله في أبوابه.