شمس اكتوبر للكاتب ابو بكر صالح أحمد

لم يكن يعلم بأنه سيكون يوما من أنصار هذه المقولات إلا عندما أصبح أحد ضحاياها.

بعد أن حان وقت نومه؛ بعد منتصف الليل وضع رأسه على وسادته؛ انهالت عليه ذكرياته التي لم تكد تفارق

خياله ولو للحظة واحدة.

نهض من فراشه مسرعا؛ أشعل الضوء وجلس في مكتبه نهاية الغرفة.. فتح الدرج الأول من المكتبة.

أخذ قلم ومجموعة أوراق بيضاء فارغة. وضعها على طاولة المكتب

ها هو الآن يجلس بعد منتصف الليل و يدوّن أعظم الأحداث التي لم يهتزّ كيانه لمثلها منذ ولادته.

الساعة الواحدة ونصف 21_ اكتوبر 2020

أنا رسلان .. خمسة وعشرون عاما.. خريج كلية الحقوق لدى جامعة أكتوبر منذ أربعة أعوام.. مدينتي تسمى أكتوبر..

تابعة لبلدية القرن.

لطالما عان وطني من ويلات الحروب والتنظيمات الإرهابية.

ثم توقف قليلا.. كان على طاولة مكتبه.. الكمبيوتر الخاص به.. مد يده على الماوس.. اشعل شاشته..

نظر إلى واجهة الشاشة.. كانت صورة لوشاح أزرق اللون مفقع بالأبيض.

انهالت عليه الذكريات أكثر فأكثر.

يا ترى.. ما سر هذا الوشاح؟