histoires Paradise oeil de peuplier
ﺩﻋﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻟﻠﺨﺮﻭﺝ ﺇﻟﻰ ﺑﺪﺭ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻗﺒﻠﺖ ﺟﻤﻮﻉ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ .. ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻋﺠﻮﺯ ﺛﻜﻠﻰ ، ﻛﺒﺪﻫﺎ ﺣﺮﻯ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﻘﺪﻡ ﻭﻟﺪﻫﺎ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺩﺧﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺑﺪﺃ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﺘﺴﺎﺑﻘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺁﺑﺎﺋﻬﻢ ، ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺗﺴﺮﻉ ﺇﻟﻰ ﺃﺯﻭﺍﺟﻬﺎ ، ﻭﺍﻟﻌﺠﺎﺋﺰ ﻳﺴﺮﻋﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻻﺩﻫﻦ ، .. ﻭﺃﻗﺒﻠﺖ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﺗﺘﺘﺎﺑﻊ .. ﺟﺎﺀ ﺍﻷﻭﻝ .. ﺛﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ .. ﻭﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻭﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻭﺍﻟﻤﺎﺋﺔ ..ﻭﻟﻢ ﻳﺤﻀﺮ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺑﻦ ﺳﺮﺍﻗﺔ .. ﻭﺃﻡ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺗﻨﻈﺮ ﻭﺗﻨﺘﻈﺮ ﺗﺤﺖ ﺣﺮّ ﺍﻟﺸﻤﺲ ، ﺗﺘﺮﻗﺐ ﺇﻗﺒﺎﻝ ﻓﻠﺬﺓ ﻛﺒﺪﻫﺎ ، ﻭﺛﻤﺮﺓِ ﻓﺆﺍﺩﻫﺎ ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺪ ﻓﻲ ﻏﻴﺎﺑﻪ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺑﻞ ﺍﻟﺴﺎﻋﺎﺕ ، ﻭﺗﺘﻠﻤﺲ ﻋﻨﻪ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ، ﺗﺼﺒﺢ ﻭﺗﻤﺴﻲ ﻭﺫﻛﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻧﻬﺎ .. ﺗﺴــــﺎﺋﻞ ﻋﻨﻪ ﻛﻞ ﻏﺎﺩ ﻭﺭﺍﺋﺢ ﻭﺗﻮﻣــﻲﺀ ﺇﻟﻰ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ ﻭﺗﺴﻠــﻢ ﻓـﻠﻠـﻪ ﻛـﻢ ﻣـﻦ ﻋـﺒﺮﺓ ﻣﻬﺮﺍﻗﺔ ﻭﺃﺧـﺮﻯ ﻋﻠﻰ ﺁﺛﺎﺭﻫﺎ ﻻ ﺗﻘــﺪﻡ ﻭﻗــﺪ ﺷﺮﻗﺖ ﻋﻴﻦ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺑﺪﻣﻌﻬﺎ ﻓﺘﻨﻈــﺮ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻤﻮﻉ ﻭﺗﻜﺘﻢ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺷﺪﻫﺎ ﺍﻟﺸﻮﻕ ﻭﺍﻟﺠﻮﻯ ﻭﻛﺎﺩ ﺗﺬﻛـــﺮ ﻧﻔﺴـﺎً ﺑﺎﻟﺘﻼﻗﻲ ﻭﻗﺮﺑﻪ ﻭﺗﻮﻫﻤﻬــﺎ ﻟﻜﻨﻬـــﺎ ﻻ ﺗﻮﻫﻢ ﻭﻛـــﻢ ﻳﺼﺒﺮ ﺍﻟﻤﺸﺘﺎﻕ ﻋﻤﻦ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻓﻲ ﻗﻠﺒـﻪ ﻧـﺎﺭ ﺍﻷﺳﻰ ﺗﺘﻀــﺮﻡ ﺗﺮﻗﺒﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻭﺗﺮﻗﺒﺖ ﻓﻠﻢ ﺗﺮ ﻭﻟﺪﻫﺎ .. ﻓﺘﺤﺮﻛﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺜﻜﻠﻰ ﺗﺠﺮ ﺧﻄﺎﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ، ﻭﺩﻣﻮﻋﻬﺎ .. .. ﻓﻨﻈﺮ ﺍﻟﺮﺣﻴﻢ ﺍﻟﺸﻔﻴﻖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﻫﻲ ﻋﺠﻮﺯ ﻗﺪ ﻫﺪﻫﺎ ﺍﻟﻬﺮﻡ ﻭﺍﻟﻜﺒﺮ ، ﻭﺃﺿﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﻭﻗﻞّ ﺍﻟﺼﺒﺮ ، ﻭﻗﺪ ﻃﺎﻝ ﺷﻮﻗﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻭﻟﺪﻫﺎ ، ﺗﺘﻤﻨﻰ ﻟﻮ ﺃﻧﻪ ﺑﻴﻦ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺗﻀﻤﻪ ﺿﻤﺔ ، ﻭﺗﺸﻤﻪ ﺷﻤﺔ ﻭﻟﻮ ﻛﻠﻔﻬﺎ ﺫﻟﻚ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ .. ﺍﺿﻄﺮﺑﺖ ﺍﻟﻘﺪﻣﺎﻥ ، ﻭﺍﻧﻌﻘﺪ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ، ﻭﺟﺮﺕ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﺍﻟﻌﻴﻨﺎﻥ .. ﻛﺒﺮ ﺳﻨﻬﺎ ، ﻭﺍﺣﺪﻭﺩﺏ ﻇﻬﺮﻫﺎ ، ﻭﺭﻕ ﻋﻈﻤﻬﺎ ، ﻭﻳﺒﺲ ﺟﻠﺪﻫﺎ ، ﻭﺍﺣﺘﺒﺲ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﻬﺎ .. ﻭﻗﺪ ﺭﻓﻌﺖ ﺑﺼﺮﻫﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﻴﺒﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﻨﻄﻖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻮﻯ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﺫﻟﻬﺎ ﻭﺍﻧﻜﺴﺎﺭﻫﺎ ، ﻭﻓﺠﻴﻌﺘَﻬﺎ ﺑﻮﻟﺪﻫﺎ ، ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﻳﺤﻚ ﻳﺎ ﺃﻡ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﺃﻫﺒﻠﺖ ؟! ﺃﻭﺟﻨﺔٌ ﻭﺍﺣﺪﺓ ؟! ﺇﻧﻬﺎ ﺟﻨﺎﻥ ، ﻭﺇﻥ ﺣﺎﺭﺛﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﺩﻭﺱ ﻷﻋﻠﻰ .. ﻓﻠﻤﺎ ﺳﻤﻌﺖ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﺍﻟﺤﺮﻯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ : ﺟﻒ ﺩﻣﻌﻬﺎ ، ﻭﻋﺎﺩ ﺻﻮﺍﺑﻬﺎ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ ؟ ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ . ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻛﺒﺮ .. ﺛﻢ ﺭﺟﻌﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺘﻬﺎ .. ﺭﺟﻌﺖ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺰﻝ ﺑﻬﺎ ﻫﺎﺩﻡ ﺍﻟﻠﺬﺍﺕ ..ﻟﻴﺠﻤﻌﻬﺎ ﻣﻊ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﺔ .. ﻟﻢ ﺗﻄﻠﺐ ﻏﻨﻴﻤﺔ ﻭﻻ ﻣﺎﻻً ، ﻭﻟﻢ ﺗﻠﺘﻤﺲ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﻻ ﺣﺎﻻً ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﺭﺿﻴﺖ ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ