اجوبة المسائل الدينية

أجوبة

المسائل الدينية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين محمّد وآله الأطيبين الأطهرين.

إنّ الصراع الفكري العنيف ـ والمتبلور على شكل مواجهة حضارية حاسمة ـ الذي تدور رحاه بين مختلف المذاهب والأديان، والبالغ ذروته في عصرنا الحالي، ما هو إلاّ حصيلة الحركة الثقافية والنموّ العلمي المطّرد اللذان تشهدهما سوح الفكر والمعرفة.

والفرد المسلم بحاجة إلى سلك وانتخاب أدقّ القنوات وأكثرها اطمئناناً كي يستطيع البقاء رقماً فاعلاً في ساحة التصدّي والمجابهة ذوداً عن قيمه الشامخة ومبادئه الرفيعة، وانتشالاً لأمته ممّا تعانيه من الجمود والضياع.

ولقد كانت المرجعية الدينية عبر القرون المتمادية ولا زالت هي المأوى الأمين، والملاذ المُطمئن، والكفّة الراجحة في معادلة الانتخاب تحت كافة الظروف والحالات؛ فهي النمير العذب الذي طالما ارتوى منه الشغوف إلى طيّ سلم الحقيقة، غارسة فيه أرقى المباني العقائدية، وأمتن القواعد الفكرية، فيشمخ من خلالها سلاحاً ضارباً، وسيفاً قاطعاً يذبّ عن حمى الدين الحنيف، والمذهب الحقّ.

ولا يخفى أن المرجعية الشيعية العليا والمتمثلة في عصرنا الحاضر بسماحة السيد آية الله العظمى السيّد السيستاني (مدّ ظله)، استطاعت عبر مختلف المصاديق المضيئة الحيّة أن تكون الرائد الذي يلبّي الطموحات تطبيقاً وممارسةً، والحصن الحصين الذي يذود عن أسرار العقيدة وأسسها الراسية.

وترجمةً لمصداقٍ من تلك المصاديق، فقد عمد مكتب سماحته (دام ظله) في سوريا إلى إصدار كلّ ما يصله من إجاباته الشريفة، وذلك عبر سلسلة تكون بعنوان: أجوبة المسائل الدينية، والتي سوف تصدر تباعاً إن شاء الله تعالى.

وهذه الخطوة هي في الحقيقة حصيلة ما يردنا من استفتاءات واستفسارات من مختلف بقاع الأرض، فنقوم ـ بعد تلقي أجوبتها من سماحته (مدّ ظله) ـ بإعدادها وإصدارها وتوزيعها.

سائلين سبحانه وتعالى التوفيق لخدمة الدين الحنيف، ومبادئ الطائفة الحقّة.

عن مكتب آية الله العظمى السيّد علي الحسيني (دام ظله)