新型Alctar(穆罕默德·舒克里)
لا يحتاج محمد شكري إلى الكثير من التفنّن ليحوّل عيشه مشاهد وسيرته رواية. ذاك أنه وهذه فرادته، لا يرى الكتابة تنسيقاً وتأليفاً بل شهادة. لكن فلنحذر هنا، فالشهادة عنده ليست راية يرفعها انتصاراً لِحقِّ يحدث في الخارج، إنها شهادة على الفوضى الجارفة لحياة لا تعي نفسها ولا تسعى إلى خلاصها..ثم إنه، وهذا من فردته، لا يحتاج إلى أن يثير خياله وينشّطه.. فهو رجل، سلك في حياته سبلاً يسلكها "الأبطال" عادة في رواياتهم. لا العالم السفلي وحده العصي على الأدب إلا بالتهويم، لكن العالم المتجمع كله في بؤرة واحدة: بخيره وشره معاً، بعاليه وسافله، بمجده وانحطاطه..وكما في روايته السابقة "الخبز الحافي" هو يستعيض بقوة الحياة عن التفنن في الكتابة، وهذا لا يتحصل إلا لمن كان مثل محمد شكري، غائصاً في الحياة متوزعاً فيها، لكن في الوقت نفسه، يراقبها بعين خفية ساخطة..الجزء الثاني من السيرة الذاتية - زمن الأخطاء.