赛义德·艾哈迈德·阿明的小偷与剥夺小说
كل إنسان يسعى في الدنيا كأنه سيعيش دوماً ويخطط كأنه ليس ببعيد عن الموت، أو أنه قد صنع من حديد، فهيهات لكل مؤمل ولكل من نسي أنه فانٍ عما قريب أو بعيد، فالأسود تسير في الغابات سيراً في افتخار وينسى السبع أن آخره موتة رغم أنفه، فكم من بنايات وقلاع تهدمت وصارت بعد الشموخ تراباً، وكم من صغير ولا يرى بالعين المجردة ويقتل من البشر الآلاف ويجعلهم يهرعون من الخوف والذعر حتى إن أكثر الناس يموتون من الخوف عند انتشار الوباء وليس من المرض نفسه، حتى إن (ك*وفي*د 19)، أو ما يسمى بالكورونا قتل على مستوى العالم في غضون ثلاثة أشهر ما يزيد عن النصف مليون شخص، فترى الطائرات وقد توقفت والسفن على مرفأها قد رست ووقفت، وتوقفت المصانع والحروب بين البشر بسبب فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة، فيا ضعف الإنسان وقلة أدبه مع ربه الكبير المتعال، فهذا الإنسان لا يرى لمن صعد مائة ميل فوق الأرض، وكم من قوي بات بين الناس يتسكع في الطرقات في ذل وانكسار ويتخبطه الناس، فلا تهابه الناس ولا يجلونه لأنه هان على الله، ثم هان على الناس وأذلت جبهتهم المعاصي حتى إنك لترى من يتسول في الطرقات ومن لا يجد مأوى ولا يمتلك أدنى مقوم للحياة، بعد أن كان بالأمس القريب تخافه العصبة من الرجال ويمشي في الأرض مرحاً، ويتبختر كتبختر السلحفاة، فليت الناس تعيش بالرحمة والحب بينهم فلن تجد للسجون باباً ولا للمحاكم قاضياً ولن تجد شرطياً ولا عسكري، وكل ذلك تجده في الإسلام الحق، ففيه الرحمة والمواساة والعفو والعطاء واحترام الكبير ورحمة الصغير والرفق بالمرأة وكل مريض ومسكين ومحتاج وضعيف.