شرح علم الحديث - ابن عثيمين

الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، و أده شهد أن لا و لا له. صلي الله عليه و آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.

فالكتاب والسنة هما الأصلان اللذان قامت بهما حجة الله على عباده، واللذان تنبني عليهما الأحكام الاعتقادية والعملية يجاباً ونفياً.

والمستدل بالقرآن یحتاج إلی نظر واحد وهو النظر فی دلالة النص علی الحکم، ولا یحتاج إلی النظر فی مسنده. لأنه ثابت ثبوتاً قطعیاً بالنقل المتواتر لفظاً ومعنی (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ).

والمستدل بالسنة یحتاج إلی نظرین:

أولها: النظر فی ثبوتها عن النبی صلی الله علیه وسلم. إذ ليس كل ما نسب إليه صحيحاً.

ثانیهما: النظر فی دلالة النص علی الحکم.

ومن أجل النظر الأول احتيج إلى وضع قواعد. یمیّز بها المقبول من المردود فیما ینسب الی النبی صلّی الله علیه وسلّم، وقد قام العلماء - رحمهم الله - بذلك وسمّوه: (مصطلح الحدیث).

وقد وضعنا فیه کتاباً وسطاً، یشتمل علی المهم من هذا الفن وسمینه: (مصطلح الحدیث).

أسأل أن یجعل عملنا خالصاً لوجهه، موافقاً لمرضاته، نافعاً لعباده إنه جواد کریم.