Book under the umbrella of Naguib Mahfouz
افتتح محفوظ مجموعته القصصية "تحت المظلة"- التي كتبها عام 1967- بقصّة لها نفس العنوان تتسارع فيها أحداث مُبهمة تخلّى عنها المنطِق. جاء فيها المَطر الغزير جدارًا فاصلًا بين شارعٍ تسارعت فيه الأحداث بشكل كابوسي، وعلى الوجه الآخر مِظلّة يجتمع أسفلها نَفرٌ راكدون ركودًا لم يتماشَ مع احتداد الوجه المُقابل. أقرّوا في أنفسهم أن المطر لَمُغرِقِهُم وأنه مانعهم عن التدخل في شؤون الشارع. يشتد ذهولهم بتطوّر ما يرون. لصٌ يُضْرَبُ ثم يَخطُبُ بضاربيه فتلين الآذان، ثم يرقص لهم. ممارسات علنيّة للحب. جثثٌ مُمزقة و مطاردات سيارات. عرضٌ كثيف لرموز تبني بتداخلها صورةَ مجتمعِ ما بعد النكسة المذهول على أثرها، والذي صفعه العجز فأصبح سلبيًا لا يقوى على التغيير . عَكَس الكاتب هذا المجتمع في نصٍ تجرّد من أسماء شُخوصه ولم يغرق في موازاة الواقِع، بل جعله مليئًا بالانفعالات والحالات الشعورية التي وضّحها من خلال الرمز. فجعل منه عملًا إنسانيًا يلمس من لا يجمعهم مع الكاتب سوى التجربة الشعورية مجرِّدةً من الأحداث المرتبطة بها