كتاب لعبة الشيطان

رغم كثير الكتب التي قدمت حول دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط إلا أن هذا الكتاب يقدم تناولآ فريدآ لجانب لم يحظ بالكثير من الاهتمام الا وهو أبعاد هذا الدور في نشأة ونمو قوى التشدد الإسلامي على النحو الذي وصل بها إلى ما وصلت اليه في المنظور الغربي من تهديد للدول الغربية ذاتها وللأنظمة الوطنية في الدول التي انبثقت منها هذه القوى .

والفرضية التي يقوم عليها الكتاب هي أن الولايات المتحدة قامت على تشجيع وتمويل نشأة ما يصطلح على وصفه ب"الإسلام السياسي".

ولعل هذه الفرضية تصدم الكثيرين ممن يقوم تصورهم على وجود علاقة عداء بين الولايات المتحدة والإسلام أو الحركات الإسلامية بمعنى أصح وهو الأمر الذي يقوم المؤلف على تفسيره بأن ذلك جاء في اطار سعي الادارة الأمريكية المتعاقبة ايآ كانت لتحقيق مصالحها القومية الأمر الذي رأت فيه حسب دريفوس ضرورة الاقدام على هذا النهج دون إلاء الكثير من الإهتمام للإعتبارات الإيديولوجية فما كان يهم صانع القرار الأمريكي هو البحث عن مصلحة بلاده حتى ولو اقتضت التحالف وفق المقولة التقليدية مع الشيطان.