السيرة الحلبية السيرة النبوية

كتاب انسان العيون في سيرة الامين المأمون المعروف بالسيرة الحلبية

للمؤرخ الأديب ابي الفرج نور الدين علي بن ابراهيم الحلبي الشافعي /975 - 1044هـ/

وهو كتاب من ثلاث اجزاء وطبع مراراً وكان بهامش طبعاته الاولى كتاب السيرة النبوية لإمام احمد زيني دحلان لتكمل الفائدة هذا وأن جمهور المتصوفة يفضل سيرة دحلان لكن هذا السفر الجليل لا يقل شأناً عنه .

وهو شافعي المذهب ومتصوف وعلى الارجح شاذلي الطريقة ، وقد ذكر في مقدمته مشايخه ومشايخهم منهم "محمد أبو الحسن تاج العارفين البكري الصديقي" وله تصانيف كثير ومؤلفات عديدة وهو ممن تلقى عن "أبو يحيى زكريَّا بنُ محمد بنِ أحمدَ بنِ زكريا الأنصاريُّ" المعروف بالعلم والمعرفة والتقوى والصلاح وهو من رجال اهل الله المتصوفين ، وكان زكريا الأنصاريُّ يلازم صوفية عصره ويقرأ كتبهم، وكان منذ صغره يحب مجالس الذكر، وظل متبعاً لطريق الصوفية حتى أشار عليه بعض العلماء بستر ذلك ففعل، فلم يكد يتظاهر بشيء من أحوال القوم ، يذكر الشعراني أن تاجراً من بلاد الشام قدم إلى مصر وكان كفيفاً، فطلب من الشيخ أن يدعو له أن يرد الله عليه بصره، فدعى الله فرد عليه بصره وذكرت هذه المنقبة في كتاب جامع كرامات الأولياء للنبهاني ج2ص80.

من الواضح ان مؤلف هذا الكتاب اتبع اسلوب مشايخه في التستر بعض الشيء عن مذهبه في التصوف ، فتجد في كتابه هذا بعض اقول ابن تيمية وأُخرى لابن القيم الجوزية ، ولو أنها قليلة جدا ، لكن بنفس الوقت هناك أقول ولعدد كبير من أهل التصوف منهم الامام محي الدين ابن عربي والإمام الشاذلي والامام الجنيد وغيرهم ؛ وفي نهاية -باب: تسميته ﷺ محمدا وأحمدا- في الجزء الاول قد ذكر شيء من الاحتفال بالمولد النبوي ولم ينكر ذلك وقال انه من البدع الحسنة وجاء بأدلة قاطعة واجوبة ساطعة.